[center]
الولاية في القرآن الكريم
يا من تسألني عن الولاية ؟ !
أوَ تدري أ نّها قد وردت في كثير من تفسير وتأويل الآيات القرآنية التي لا يعلمها إلاّ الراسخون في العلم ، اُولئك الأفذاذ الذين امتحن الله قلوبهم بالإيمان والتقوى ، فعرفوا بواطن الآيات الكريمة ، ووقفوا على أسرارها وأنوارها.
ومن ذلك التأويل والتفسير والبواطن التي لا يمسّها إلاّ المطهّرون ، اُولئك الذين ذكرهم الله في كتابه المجيد في آية التطهير:
( إنَّما يُريدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أهْلَ البَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهيراً )[43].
ما جاء في أمر الولاية على لسانهم المعصوم ، فإنّهم القرآن الناطق والعيني العملي ، وإنّ عصمتهم من عصمته ، وعصمتهما من عصمة الله جلّ جلاله.
فمحمّد المصطفى (صلى الله عليه وآله)وآله الشرفاء أصحاب الكساء (عليهم السلام) ، وذرّيتهم الأبرار الأئمّة الأطهار (عليهم السلام) هم الذين يمسّون حقائق القرآن الحكيم ، ويقفون على علومه الإلهيّة ومعارفه الربانية وفيوضاته القدسيّة ، وإنّما يعرف القرآن من خوطب به ، فإنّه في بيوتهم نزل الكتاب ، فهم معدن الوحي ومهبطه ، وهم خزّان علم الله وعيبته ، فمن أخذ منهم أخذ بالحظّ الأوفر وكان من المهتدين . وطلب الهداية من غيرهم مساوق لإنكارهم ، وإنكارهم كفر ونفاق.
فهلّم لنطرق أبوابهم المقدّسة ، أبواب الله والعلم النوراني ، ونسألهم عن ولايتهم المباركة ومقامها العظيم ومنزلتها الرفيعة ، في كتاب الله الكريم.
وإنّ الله سبحانه كيف أمر العباد بالولاية ، وأ نّها الهداية والخير الكثير ، وكلمة التقوى والعروة الوثقى ، وحبل الله وجنّته وحصنه ، والصراط المستقيم والنبأ العظيم ، والجنان والنعيم[44